الرحوي: أنا 5 سنين في بقعة حمة نصولها ونجولها تونس
نصرالدين السويلمي
لا شك ان استقرار الجبهة الشعبية يجب ان يمر بالضرورة عبر استقرار العلاقة بين حزب العمال وحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد، وأن اي خلاف بين هذا الثنائي إذا لم تتم السيطرة عليه سيعصف بالجبهة، بما ان بقية المكون سبق وغادر بعضه والتحق البعض الآخر ولم يصنع الفارق ولا هو أضر ذلك الضرر البائن.ولا تعود الخلافات بين العمال و الوطد وبين زعامته ومكوناته الى اليوم، بل هي ضاربة، قبل حتى ان يتحالف حمة الهمامي مع الدساترة من أجل حرمان شكري بلعيد من الوصول الى قيادة الاتحاد العام لطلبة تونس، والعمل على تصعيد سمير العبيدي، وتواصلت بعد ان ضغط الوطد بقوة على مكونات الجبهة واستعمل التهديد للانخراط في عملية قطع الطريق على الرئيس السابق منصف المرزوقي، وتشعبت بعد ان رفضت مكونات الجبهة إخضاع منصب الناطق الرسمي الى التداول او بالأحرى التفويت فيه الى الوطد، واستفحلت مع طموحات منجي الرحوي في المنافسة على قرطاج واصرار الهمامي ومن خلفه مكونات الجبهة على التجديد لحمة وابعاد فكرة الرحوي، الذي قال فيه جيلاني الهمامي “منجي الرحوي ماعناش ثقة فيه، هاورة باش يدخل الحكومة بدون علمنا، هاو قابل الباجي بدون علمنا، هاو يدعو النقابات الامنية باش تهبط تحتج على إقالة لطفي براهم” .
صراع الجبهة الشعبية الذي وصل الى حد شرخ الكتلة البرلمانية، تمحور حول الانتخابات الرئاسية، قائمات التشريعية، التداول على منصب الناطق الرسمي، الباتيندا، الخلاف بين الوطد والمكون العروبي للجبهة، منجي الرحوي كعامل توتر، كراهية تجاه زهير حمدي وجيلاني الهمامي، المؤتمر المؤجل..واشياء اخرى”، وتبقى الهزيمة الاخيرة في الانتخابات البلدية هي العامل الذي حرك القديم والجديد، وفرض الخروج بالمواجهة من كواليس الجبهة الى الإعلام والرأي العام وما رافقها من نشر للغسيل لم تتعوده الجبهة.
قام الوطد بعملية جراحة ذكية وجرئية،حقق من خلالها مجموعة من الأهداف، كان اولها سحب التجاهل كحل تعتمده الجبهة تجاه الوطد، احداث رجة كفيلة بدفع القيادة المتجانسة ضد الوطد الى عدم الركون الى الهدوء الملغم، والشروع في طرح الملفات بجدية وبلا تسويف، وربما الدخول في عملية تشبه مقايضة النفط مقابل الغذاء! وتبقى الطريقة الاستعراضية التي فاجا بها الوطد بقية المكون غير تقليدية، أصابت الجبهة بحالىة ارتباك كبيرة وعرّت الكثير من مكامن القوة الواهية، فالوطد قام بتأجيل الانشقاق عدة مرات لترقيته من حالة احتجاج رمزية الى احتجاج مهدد لكيان الجبهة، فبعد أن نجح في اقناع 5 من نواب البرلمان بالفكرة، ظل الوطد يعمل خلف ظهر العمال لاستقطاب المزيد، وكان يصر على الوصول الى الرقم “تسعة”، ولا يرغب في الاكتفاء بأقل من ذلك، لأنه يعمل على هندسة الانشقاق وعينه على الفصل 34 من الباب الخامس للقانون المنظم لكتل مجلس نواب الشعب، والذي ينص على انه” لكل سبعة أعضاء أو أكثر حق تكوين كتلةنيابية. ولا يجوز لنفس الحزب أو الائتلاف أن يكون له أكثر من كتلة نيابية واحدة. يمكن لكل عضو من أعضاء المجلس الانتماء للكتلة التي يختارها. ولا يمكن للعضو الانتماء إلى أكثر من كتلة نيابية واحدة”، من هنا ندرك اهمية الرقــم”9 ” في الخطة الوطدية، والتي ترتكز على الصعود بالكتلة المنشقة لأكثر من 7 نواب وهو نصاب الكتلة، مقابل النزول برصيد الجبهة لأقل من7 نواب، ما ينهي حظوظ بقاء الكتلة او تشكيل اخرى، وتلك عملية ذكية للي الذراع بل ماكرة، ايقن اصحابها ان الحزب الذي يطرح نفسه كبديل للحكم و كقاطرة للمعارضة، لا يمكن ان يعمّر في البرلمان بنصاب ما تحت الكتلة، وان الرئيس الذي سيتقدم للرهان على الرئاسيات لا يمكن ان يدخل السباق بخاصرة نيابية لا ترتقي إلى مستوى الكتلة، لذلك سيجبر الرقم”9″ الجبهة وزعيمها على القدوم صاغرين الى باب الوطد.
في حواره الاخير بعد ان قاد الانشقاق، وجه الرحوي مجموعة رسائل الى زهير حمدي وجيلاني الهمامي وخاصة حمة الهمامي، الذي ذكّره بأن الجبهة الشعبية ليست له ولا لغيره وإنما لتحقيق أهداف الثورة، وليس لتحقيق أهداف حمة الهمامي،واضاف الرحوي “الجبهة ما تنجمش تكون لتحقيق اهداف حمة الهمامي..كيف مناضل يغادر الجبهة الشعبية او حزب الوطد ما نرقدش الليل..يلزمنا نكونوا حاملين لآلام وأحلام شعبنا..يلزمنا نكونوا بديل حقيقي..النهضة تربح في الناس الكل على خاطرها منظمة..الي يعلمو عمرو كامل انا نعملو في ساعة..زهير حمدي يقود الجبهة الشعبية الى تخندقات نحن نرفضها..ثم زوز قاعدين يخربوا في الجبهة الشعبية، زهير حمدي والارعن الطفولي جيلاني الهامي..تعرفش كيفاش هزوني للجندوبة هزوني لتونس هزوني لصفاقس هزوني للمنستير هزوني للدائرة متاع فرنسا قلهم يحبوا منجي يترشح والا ما يترشحش..أنا 5 سنين في بقعة حمة نصولها ونجولها تونس..الجبهة الشعبية ماهيش متاع حتى حد ، ملك مشاع وماناش باش نسلم فيه “.
في المحصلة يصعب على الجبهة الشعبية ان تواصل في بناء توازناتها وتمسيك نسيجها على حساب الثورة والديمقراطية وحقوق الإنسان ومصلحة تونس والامة العربية والاسلامية، يصعب على مكوناتها ان تجامل بعضها بالشنيع، بالمريع، بالفضيع..من المخزي ان تجامل بعض المكونات بقية المكون باشلاء الأطفال في سوريا وبالترويج للانقلابات وبالسيسي وحفتر والعسكر مقابل مجاملة الشريك الآخر حين يطعن في الهوية والثوابت ويعبث بالأسرة والفطرة ويَنفذ الى اقدس المقدسات، من البشاعة ان تواصل هذه التركيبة في تبادل التوافق بثنائية مريعة، ليس أفظع من ان يدعو هذا الطيف الشيوعي ذلك الطيف القومي الى حلف تحت شعار”تكره معي الله، احب معك العسكر”.
أحدث التعليقات