بعد اقتحام الكونغرس.. سياسيون يحذرون من “ترامب التونسي”

لم تمضِ “غزوة الكونغرس” مرور الكرام في مهد الربيع العربي، حيث احتفى عدد من السياسيين التونسيين بالتداول السلمي للسلطة في بلادهم مقابل إصرار رئيس إحدى أعرق الديمقراطيات الغربية على اغتصاب السلطة وعدم الاعتراف بالخسارة، في وقت حذّر فيه آخرون من ارتفاع موجة الشعبوية التي قد تأتي بـ”ترامب تونسي” إلى سدة الحكم.

وكانت السلطات الأمريكية أغلقت، الأربعاء، مبنى الكونغرس (الكابيتول) إثر اشتباك بين أنصار الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب وقوات الأمن خارجه، مع بدء جلسة لفرز أصوات المجمع الانتخابي وتأكيد اسم الرئيس الفائز جو بايدن.

وكتب الرئيس السابق، منصف المرزوقي، على صفحته في موقع فيسبوك، “عندما تقارن انتقال السلطة في بلادنا “المتخلفة” وبلادهم “المتقدمة”، عندما ترى كيف قمعت مظاهرات السترات الصفراء في بلادهم “المتقدمة”، وكيف لم ترق قطرة دم طيلة 51 اسبوعا من المظاهرات في بلادنا “المتخلفة”، تداهمك موجة من السخرية امام العنصريين وقد بلعوا السنتهم، وايضا كم هي مهددة الديمقراطية حتى في عقر دارها وكم يجب علينا جميعا نحن، شعوب المواطنين في كل العالم حمايتها من الاستبداديين والشعبويين”.

ودوّن المؤرخ والمحلل السياسي، عبد اللطيف الحنّاشي، “في تونس، بعد الثورة، يقع انتقال السلطة بين 3 رؤساء بطريقة سلمية سلسة في كنف احترام الدستور التونسي. وفي الولايات المتحدة “المدافعة عن الحرية والديمقراطية” يتمّ اقتحام أنصار ترامب لمبنى الكابيتول. اغلاق مبنى الكونغرس الأمريكي. تأجيل النظر في مصادقة الكونغرس على انتخاب بايدن. اختراق المبنى والحماية الأمنية حول الكونغرس. عمدة واشنطن يأمر بفرض حضر التجول بداية من الساعة السادسة مساء!”.

وأضاف المحلل السياسي، رياض الشعيبي، “عندما تنتخب رئيسا مثل ترامب، فلا تتوقع منه شيئا أقل من الجنون”. وتابع بقوله “العيون على أمريكا، والعقول في تونس!”.

فيما حذر عدد من السياسيين من تصاعد موجة الشعبوية في البلاد، حيث كتب مهدي عبد الجواد، القيادي في حزب تحيا تونس، “الشعبوية قد تدمر أعتى الديمقراطيات، وتخرب مجتمعات المؤسسات، فما بالك بدول حديثة وديمقراطيات ناشئة ومؤسسات هشة. يلعب الكثيرون بالنار في تونس، وليست لهم القدرة على توقع “أقاصي” ما يأتونه من شعبويات وخطابات فوضوية. مخاطبة الغرائز وإثارة مشاعر “الجماعات/الجماهير” قد ينسف كل شيء (…) لذلك لا بد من التصدي لهم والحذر مما قد تقودنا اليه تصرفاتهم الصبيانية، وخطاباتهم الشعبوية فهم قوم من الهواة وهم يهيمنون على مؤسسات الحكم وخطرهم قائم”.

وكتب النائب ياسين العياري “فترة حكم شعبوية واحدة، قد تهدد قرنين من الديمقراطية والمؤسسات. بعد 242 عام من جورج واشنطن و152 عام من إبراهام لينكون، كفت 4 سنوات حكم شعبوي ليطلق الرصاص في الكونجرس، ليتعطل جوهر كل شيء. تذكروا ما تتندرون به اليوم وتضحكون على العم سام حين ستنتخبون بعد 4 سنوات: الشعبوبة ليس فيها تجريب. الفاشية التي تفتح لها الباب بالديمقراطية، لن تخرج بالديمقراطية ولو تطلب الأمر إطلاق الرصاص، وتبقى خطرا، حتى لو عندك تقاليد عشرات العقود من الانتقال السلس”.

وأضاف المحلل السياسي بولبابة سالم “يُحسب للرئيس منصف المرزوقي بعد انتخابات2014 انه دعا انصاره الى الهدوء لما حدثت احتجاجات في بعض المناطق، وهاتف الرئيس المنتخب الباجي قائد السبسي مهنئا. الديمقراطية ثقافة، قد يصعد فيها الشعبويون لكنها تسقطهم وها هو الجيش الأمريكي يعلن دعمه لبايدن المنتخب كما أعلن الكونغرس جو بايدن رسميا فائزا بالانتخابات”.

 

You may also like...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: