راهنت على الصراع الهووي لأغراض سياسية : بشرى بلحاج حميدة ترفع الراية البيضاء وتطوي صفحة ”المساواة في الميراث”
طارق عمراني
في حوار لها مع مراسل صحيفة لوبوان بنوا دالما في شهر نوفمبر من سنة 2018 و الذي نشر على موقع اليومية الفرنسية المذكورة تحت عنوان Bochra Belhaj Hmida : « L’égalité successorale en janvier »
قالت رئيسة لجنة الحريات الفردية بشرى بلحاج حميدة و بكل ثقة في النفس بأن مشروع المساواة في الميراث بين الجنسين سيمر في شهر جانفي من سنة 2019 مؤكدة أن الكتلة الحداثية قادرة على تمرير القانون رغم معارضة كتلة حركة النهضة وهو تصريح مفهوم حينها بالنظر إلى إستماته رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي في خوض غمار المعركة الهووية و التخويف من النمط المجتمعي المحافظ و إستحضار سردية الدولة المدنية التي مكنته أدواتها في الإنتخابات التشريعية السابقة من إستنفار المعسكر الحداثي في إطار ماعرف بالتصويت النافع و الذي تترجم بفوز حركة نداء تونس بالمرتبة الأولى برلمانيا و صعود قايد السبسي إلى سدة الحكم في قصر قرطاج غير أن أدوات هذه اللعبة قد تغيرت شاقوليا في السنة الأخيرة من العهدة الإنتخابية و إنهيار حركة نداء تونس التي عصفت بها الصراعات الداخلية و سحب رئيس الحكومة للبساط من تحت أقدام المؤسس التاريخي لنداء تونس الذي أصبح في شبه عزلة سياسية ووقف على حقيقة الأمر الواقع و إنتهاء طموحه السياسي نظرا لتغيير موازين القوى و البحث عن مخرج مشرف يحفظ له ماء الوجه دون تسجيل هزائم أخرى مما استوجب ترحيل بعض الوعود إلى البرلمان القادم و أهمها قانون المساواة في الميراث الذي سعى ساكن قرطاج في نهاية سنة 2018 إلى الترويج له خارجيا من خلال زياراته الرسمية إلى الدول الأوروبية و على رأسها فرنسا حيث ثمن الرئيس الفرنسي أمانويل ماكرون خلال القمة السابعة عشرة للفرنكوفونية في مدينة بريفان في شهر أكتوبر 2018 المجهودات التي يقوم بها الرئيس التونسي في مقاومة الظلامية و تكريس المساواة بين الجنسين .
بشرى بلحاج حميدة و التي كانت لجنتها إحدى أدوات السيد الباجي قايد السبسي لإثارة الصراع الهووي و إعادة الإستقطاب الثنائي على أساس النمط المجتمعي و بعد حماسها و ثقتها الدغمائية في تمرير مخرجات تقريرها وقفت على حافة الحقيقة في تصريحها الأخير الذي نشرته جريدة المغرب حيث اكدت رئيسة لجنة الحقوق و الحريات إستحالة الإنتهاء من مشروع قانون المساواة في الميراث نتيجة تعرضه إلى التعطيل الممنهج في ظل مرور 6 اشهر على إيداعه بمجلس نواب الشعب مشددة على أنه من المستحيل مناقشة المشروع خلال الفترة القصيرة التي تبقت من عمر المجلس .
تصريح إنهزامي يائس يجبّ ما قبله من تصريحات بشرى بلحاج حميدة السابقة المنتشية و أهمها تصريحها الشهير لصحيفة لوبوان الصيف الماضي حيث أعتبرت أن مجتمع 1956 كان رافضا لإصلاحات بورقيبة لكنه قبلها في النهاية مراهنة في ذلك على الكاريزما السبساوية لدمغجة الشعب التونسي مجددا و إقناعه بالمساواة في الميراث كخيار إجتماعي رائد و لكن سارت الرياح السياسية بما لا تشتهي سفن البحيرة .
أحدث التعليقات